يتناول الكتاب الذي ألّفه الأستاذ الدكتور عمر توركر آراء السيد الشريف الجرجاني، أحد كبار المحققين والشراح في الفترة التي تلت الغزالي، حول المعرفة والمنهج واللغة والميتافيزيقا والفيزياء النظرية، محللًا تأثيره في تاريخ الفكر الإسلامي.
يُعدّ السيد الشريف الجرجاني من أشهر علماء الكلام في العالم الإسلامي من القرن الرابع عشر حتى القرن العشرين. ألَّف في العلوم الشرعية والفلسفية، وكانت جميع مؤلفاته تقريبًا؛ بل حتى رسائله الصغيرة ذات تأثير كبير، وكانت تُقرَأ وتُدرَّس كنصوصٍ متقدمةٍ في المدارس الإسلامية. كما كان يُعدُّ فهم مؤلفاته أو كتابة شروح أو حواشي أو تعليقات عليها في فترة من الفترات دليلًا على بلوغ مرتبة جليلة في العلم. لقد كانت مؤلفاته ذات تأثير كبير لدرجة أن العلماء الذين أتوا بعده وصفوه بألقاب مثل: السند (دليل العلم)، وأستاذ البشر (معلم الناس)، والعقل الحادي عشر.
تصدَّر الجرجاني مركز ومحور تراث التحقيق والشرح الذي ظهر في العالم الإسلامي بعد القرن الثالث عشر، خاصة في مجالات علم الكلام، والفلسفة، والمنطق، والبلاغة، والتفسير، وأصول الفقه، فهو من المفكرين القلائل الذين لا يمكن كتابة تاريخ الفكر الإسلامي بشكل متصل من دونهم.